الأديب القدير د. آبراهيم الفايز الشعيبي/ عن نصه الرأئع/ الكنز المفقود

.                الكَنْزُ الْمَفْقُود 
للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز
.                     الشعيبي

يَا مَنْ   نَذَرْتُ   لَها    حِلِّي     وَتِرْحَالِي
وَمَا حَوَى فَوْقَ ظَهْرِ  الْعِيسِ  جَمَّالِي
     
وَمَا   كَتَبْتُ    لَهَا   كَيْ    أَسْتَرِيحَ     بِهَا 
وَمَا    قَرَأْتُ     لَهَا       فِنْجَانَ       رَحَّالِ

فَلَمْ  أَذُقْ  طَعْمَهَا  مْذ أَبحَرَتْ  سُفُنِي
مُفَتِّشًا      رَاكِبًا       رَأْسِي      وَأَهْوَالِي 

وَكَمْ   نَصَبْتُ    لَهَا   فِي   كُلِّ    أَوْدِيَتِي
هَامًا     تَصَيَّدَهَا     فَانْهَارَ      مِرْسَالِي

وَكُنْتُ   كَالْبَازِ   فِي   صَيْدِي    أُطَاوِلُهَا 
أَنْقَضُّ    نِسْرًا     فَتَرْمِينِي      بِأَوْحَالِي   

لِكَيْ   أَعُودَ    وَفِي      عَزْمِي     مُكَابَرَةً
لٰكِنَّنِي     لَمْ     أَفُزْ      مِنْهَا       بِمِثْقَالِ

عَصِيَّةً      كُلَّما       قَارَبْتُ        مَخْبَأَهَا  
تَلَوَّنَتْ   وَانْزَوَتْ    في    ظِلِّ    مُحْتَالِ

 يَا رَاحَةَ     الْبَالِ     يا كَنْزًا       يُطَوِّقُنِي
يَوْمًا   وَيَوْمًا    على   أَضْغَاثِ     آمَالِي

يَا رَاحةَ    الْبَالِ   كَمْ   أَتْعَبْتِ   رَاحِلَتِي
وَكَمْ     تَعِبْتُ    وَمَا     نَالَتْكِ     أَرْتَالِي

وَكَمْ  تَوَهَّمْتُ  أَنِّي  فِي   ذُرَى   حُلُمِي
وَكَمْ  مَشَيْتُ  عَلَى  وَهْمِي   بِأَسْمَالِي  

قُولِي   فَدَيْتُكِ   كَيْ   أَرْسُو    بِناصِيَتِي
مَتَىٰ    تَعُودِينَ  في  عَقْلِي   كَأَوْصَالِي

فَيَنْتَمِي    زَهْوُكِ     الصَّافِي   لِأَوْرِدَتِي
فَقَدْ   سَئِمْتُ   الْعَنَا    يَا  رَاحَةَ    الْبَالِ

كَيْ   تَطْمَئِنَّ     لَهُ    نَفْسِي    فَأُلْجِمُهَا
إِلَّا       إلَيْكِ      إذَا       حَنَّتْ       لِمَوَّالِ 

قَالَتْ   عَلَيْكَ    بِحَبْلِ     اللّٰهِ    تَمْلِكُنِي
فَلا   سِوَاهُ    عَلى     صَيْدِي     بِمِنْوَالِ

إِنْ  شِئْتَ  ذَاكَ  وَإلَّا  مُتَّ   فِي   ظَمَئِي
تَهْوِي  بِكَ الرِّيحُ  مِنْ  وَيْلَاتِ  أَفْعَالِي

فَقُلْتُ    لِي    قّدّرٌ     وَالْقَلْبُ      تَمْلَؤُهُ
أَدْرانُهُ     وَالْحَشَا       تُحْنِيهِ      أَثْقَالِي

ضِدَّيْنِ   أَحْمِلُ   في   قَلْبِي   تُطَارِحُنِي 
وَالْقَلْبُ   مَاطَلَ  في   مِفْتَاحِ    أَغْلّالِي

قَالَتْ  سَتَبْقَى   بِهدَا  الْحَالِ   مُخْتَرَقًا 
ما  بَيْنَ      هَمٍّ        وَإِحْبَاطٍ       وّإذْلَالِ

وَتَسْتَغِيثُ   وَمَا    في    الْأُفْقِ     بَارِقَةٌ 
تَحْنُو   عَلَيْكَ   وَمِنْ    حَالٍ   إلى   حَالِ
………………………………………….
معاني الكلمات
……………………
الكَنْزُ الْمَفْقُود :أعني به راحة البال . 
الْعِيس : جمع أعيسُ وعيساءُ: إبل بيض يخالط بياضها شُقْرة، وهي كرائِم الإبل.
جَمَّال   : العاملُ على الجَّمل.
رَحَّال    : دائم التنقُّل، الذي لا يستقرُّ في مكان .
الهَام    :جمع هَامَة، ومن معانيها جماعة النَّاس.
البَاز     : طَيْر من فَصيلة الصَّقْريّات ورُتْبة الجوارح شديد الوثب.
أَضْغَاث : ما اختلطت فيه الحقيقةُ بالوهم. 
أَرْتَال   : جماعةُ من الخيل أو السيارات يتبع بعضها أثر بعضَ.
أَسْمَال : ثيابٌ بالية .
الناصِيَة : جمعها نواصي، وهي مقدمة الرأس.
الْعَنَا   :   مَشَقَّة، وتَعَب شديد .
الأَدْران :الأوساخ. 
الحَشَا : ما دون الحجاب مما يلي البطْن .
مَاطَلَ : تَبَاطَأَ .
الأَغْلّال : القيود.
مُخْتَرَقًا :مكشوف السِّرِّ ، مَمَرًّا للإختراق. .
الهَمُّ   : الحُزنُ .
تَحْنُو : تَعْطِفُ  ، تَشْفِقُ .
…………………………………………


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ألأديب الكاتب القدير أ. ابو العبد الجبشة/ عن نصه الرأئع الجميل/ تحت عنوان لاتساليني

ألأديب الكاتب القدير د. الشريف حسن ذياب الخطيب / عن نصه الرأئع الجميل تحت عنوان/ الإهتمام دواء لايباع ولا يشترى

ألأديب الكاتب القدير أ . عماد الشمري/ عن النص الرائع / ذكريات عرس