الأديب القدير أ. رشاد عبيد/ عن النص الرائع/ فقيد الدير
ـ قصيدة مهداة إلى روح صديقي الأستاذ الكبير محمد
وحيد الشمري في ذكرى رحيله .
غفر الله له وطيب ثراه وجعل الجنة مستقره ومأواه .
...................... ( فَقِيـدُ الدَّيْــرْ )
أَشْكُو إِلَى اللَّــهِ هَمًّـا كَـادَ يَقْتُلُنِـي
لَـوْلَا بَقِيَّـــةُ صَبْــرٍ بَـاتَ سُـلْوَانِـي
لَوْ تَعلَـمِ الأَرْضُ مَا قَاسَيْتُ لَانْفَجَـرَتْ
مِنْهَـا العُيُـونُ بُكَــاءً فَـاقَ أَحْزَانِـي
لَا يَعـرِفُ السُّــهْدَ إِلَّا مَــنْ يُكَابِــدُهُ
أَوِ الكُـــرُوبَ بِـــلَا رُزْءٍ وَفُقْـــدَانِ
أَبَا وَحِيـدٍ وَأَيْـمُ اللَّــهِ قَـدْ سَفَحَتْ
ذِكْرَى رَحِيلِكَ دَمْعـًا زَادَ أَشْجَانِي
فَأَسْـبَلَـتْ مُقْلَتٍـي حُـزْنــًـا وَأَرَّقَـهَــا
قلبٌ يَئِـنُّ أسَـىً مِنْ هَمِّـهِ عَانِـي
وَأَطبَقَ الصَّمْتُ مِنْ حَوْلِي وَبَـدَّدَهُ
نَوْحً تَفَجَّـرَ فِي صَدْرِي وَأَضْنَانِي
قَرمُ العُلُومِ تَعَالَى أَنْ يُحِيطَ بِكُـمْ
وَصْفٌ لِقَدْرِكَ مِنْ صَحْبٍ وَخِلَّانِ
قَـدْ عُشْتَ دَهْــرَكَ مَيْمُونـًا نَقِيبَتُـهُ
وَالحَــقُّ تَتْبَعُـــهُ هَديــًـا بِقُـــرْآنِ
أَرْسَلْتَ كَفَّكَ فِي بَـذْلٍ كَلِفْتَ بِــهِ
مَا عِفْــتَ ذَا عَـــوَزٍ إِلَّا بِإِحسَــانِ
هَـذِي الشَّمَائِلُ مِـنْ أَحْسَابِكُمْ رَشَـفَتْ
فَضَائِلَ النَّفْسِ عَـنْ مَجْـدٍ لَهَـا دَانِـي
وَصِرتَ تَــروِي غِرَاسـًا أَثْمَـرَتْ قِيَمــًا
فَأَوْرَقَ الخَيـْرُ فِـي أَرْضـِي وَأَفْنَانِـي
عَلَّمْتَ جِيـلاً فَمَــا غَابَـتْ جَمَائِلُــهُ
عِشْــنَا مَآثِــرَهُ عِـــزًّا بِأَوْطَانِــي
وَرُحْـتَ تَبْنِـي عُقُولاً عَانَقَتْ قِمَمــًا
وَأَكْمَلَ النَّشْىءُ صَرْحـًا كَانَ ذَا شَـانِ
أَرثِيـكَ يَا خُلُقـًـا فَاضَـتْ مَحَاسِـنُهُ
فَأشْـرَقَ الْوَجْــهُ مَزْهُــوًّا بِإيمَـــانِ
كُنْتَ المُعِينَ لَنَـا فِي شِـدِّةٍ نَزَلَـتْ
تُزْجِي النَّصِيحَةَ مِنْ قَلْبٍ بِتَحْنَانِ
وَلِلْمَكَــارِمِ عُنـْــوَانٌ يَلُـــوذُ بِــــهِ
مَنْ صَارَ يَوْمـًا بِلَا عَوْنٍ وَإِخْوَانِ
فَيـَـا فَقِيــدًا تَنـَــاءَى أَنْ يُمَـاثِلَــهُ
طَيْـفٌ بِجَفْـنٍ وَلَا رَسْــمٌ بِوِجْـدَانِ
وَاللَّــهَ نَسْـأَلُ أَنْ يَجْزيـكَ مَغْفِـرَةً
وَيَجْعَلَ القَبـْـرَ مَحفُوفـًـا بِرَيْحَــانِ
كُـلُّ الأَنَــامِ إِلَـى الدَّيـَّـانِ ذَاهِبَــةٌ
فَاضْرَعْ لِرَبِّـكَ فِـي سِــرٍّ وَإِعْــلَانِ
لَعَـلَّ عَفْــوًا مِـنَ الرَّحمَنِ يُدْخِلُنَـا
جَنَّاتَ عَـدْنٍ بِهَـا النَّعمَـاءُ تَغْشَانِي
.. رشاد عبيد
سورية - دير الزور
تعليقات
إرسال تعليق