الأديبة القديرة أستاذة علياء غربال / عن نصها الرأئع/ الحب في زمن السكتات

❤️الحب في زمن السكات ❤️

بين عام سيمضي و عام سيأتي
أحبكِ أنتِ
بين دقات الساعات و خفقات النبضاتِ
أحبكِ أنتِ
تجتاحني عاصفة الكلماتِ
لعنة الشِّعرِ تطاردني، تراودني عن صمتي
تُسدِّدُ لقريحتي الطعنات القاتلاتِ
تلوح يداكِ بين أمواج البحور العاتياتِ
فأهبُّ لإنقاذكِ من الغرق في جوف الكلماتِ
فكم قُبِرَت دررٌ في قبو الصّدفاتِ
يبتلعكِ تنّين الوتين و تعتريكِ سكرات المماتِ
و الحروف هي المرساة و قارب النّجاةِ
مكبَّلٌ أنا يا حبيبتي بأقداري و أشعاري العاتياتِ
زرعوا الصّبّارَ في عروق يدي النّاتئاتِ
فما عدت أكتب إلا بدماء الكلماتِ
مقصوص الجناحين أنا يا أجمل الفراشاتِ
فكيف ألاقيكِ سرًّا على سرير الزّهرات الغانياتِ
صادروا جواز سفري إلى قارات السكاتِ
أغلقوا كل الموانئ و المطاراتِ
كم كانت تغريني عواصم الصّمتِ
و مدائن النّقاط العذراواتِ
هناك التقينا في مقهى البندقيةِ في إحدى الأمسياتِ
احتسينا نبيذا معتّقا بالهمسات و النظراتِ
ثملنا، تعرَّينا و انتشينا للحظات
 و لم نخصف علينا غير ورقاتِ اللّمساتِ
الحب في زمن السكات يا حبيبتي
هو ثامن المعجزات و أعظم الانتصاراتِ
سيمضي هذا العام كغيره من السنواتِ
سيحتفل العالم بموت الأيام و الأحلام العانسات البائساتِ
و سينتظر عروسا مخضبة كفوفها بحناء التّمنياتِ
سيوزعون دعوات العرس و بطاقات التهنئاتِ
لن أكون مهرجا في هذه الاحتفالاتِ
و متعبدا في محراب الانتظاراتِ
سأرتِّبُ وحدي أولوياتي و دفاتر حياتي
ستكونين أميرتي الحبلى بالأمنياتِ
غدا سيولد طفلنا و يُدفَنُ الكلام في قبر السباتِ
غدا يا حبيبتي سنصبح آلهة نقرّر مصير الكلماتِ
فتعالي إلى حضني الصّامتِ
 و كوني حبيبتي في زمن السكاتِ
علياء غربال


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ألأديب الكاتب القدير أ. ابو العبد الجبشة/ عن نصه الرأئع الجميل/ تحت عنوان لاتساليني

ألأديب الكاتب القدير د. الشريف حسن ذياب الخطيب / عن نصه الرأئع الجميل تحت عنوان/ الإهتمام دواء لايباع ولا يشترى

ألأديب الكاتب القدير أ . عماد الشمري/ عن النص الرائع / ذكريات عرس