الأديب القدير أ الصادق الهلالي/ عن نصه الرأئع/ ترانيم روح هائمة

تَرانيمُ رُوحٍ هائمه
(من البحر الخفيف)
الشّاعر الصّادق الهلالي

بَعدَ لَيْلٍ مُحْلَوْلِكٍ في سَمائي
               حَلَّقَتْ رُوحِي! طَيْفُها ناداني:
_أيْن أحلامي والمُنَى والأَماني؟
          قُلْتُ: _ بَسْمَاتِي ما شَفَتْ أَحزاني!
_ قُلْ! أَلَمْ يُبْهِرْكَ السَّنَى مِنْ ضِيائِي!
     قُلْتُ: _ أَيْ! بَلَى! لَكِنَّ اللَّظَى أَشْجانِي!
مُسْتَطِيبًا مِنْ وِحْدَتِي واكْتِئَابي
            ما تُقاسِي رُوحِي: أسًى أَبْكاني!
إِنَّهَا بَسْماتٌ لِشَمْسٍ جَلَّتْ طَريقي
           إِذْ هَدَتْنِي، حَتَّى أَثارَتْ تَحْنَاني!
مِنْ علَى طَوْدٍ أشْرَقَتْ في تَهَادٍ،
           في رَبيعٍ، دَبََتْ، هَدَتْ وِجْداني!
فَهْيَ تُذْكِي أفْراحَ قَلْبي ورُوحي
               بين أَفنانٍ، داعَبَتْ أَحضَاني!
إِذْ يُغَذّيها مِنْ ضَبابٍ رَذَاذٌ...
                كَمْ عَشِقْنا لَهْوًا بِتَلٍّ سَانِي!
كُلَّمَا تَزْهُو رِيحُ غابي نَبَاتًـا
      في اهْتِزازٍ: يُحيِي صَدَى ألْحاني!
أطرَبَتْني فِيها حَسَاسِينُ تَشْدُو،
             غرَّدَتْ بالغاباتِ مُذْ أَزْماني:
في انقراضٍ عَشْوائِيٍّ يا زَمَاني،
   عِشْتُ جَوْرًا، كافَحْتُ مَعْ أَخْداني!
إذْ بِغابي، كَمْ اِرْتَقَبْنا صَباحًا
     في شُرُوقٍ، فَالشَّمسُ لا تَنْساني!
في غُروبٍ، عِندَ الغُسُوقِ  المُناجي
           بالرُّبى، أدْوَاحٌ عَلَتْ بُسْتاني
دَغْدَغَتْ إِحْسَاسِي بِرَوْحٍ هَدَاني
         العَلِيُّ، الحَقُّ البَهَا(ءْ) أَهْدَانِي...
                الشّاعر الصّادق الهلالي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ألأديب الكاتب القدير أ. ابو العبد الجبشة/ عن نصه الرأئع الجميل/ تحت عنوان لاتساليني

ألأديب الكاتب القدير د. الشريف حسن ذياب الخطيب / عن نصه الرأئع الجميل تحت عنوان/ الإهتمام دواء لايباع ولا يشترى

ألأديب الكاتب القدير أ . عماد الشمري/ عن النص الرائع / ذكريات عرس