الأديب الكاتب د. إبراهيم الفايز الشعيبي / عن نصه الرأئع /المصالحة المجتمعية

المصالحةُ المُجْتَمَعِيَّةُ وَفَنُّ الحِوار
للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز    
.                الشعيبي 

قال الله تعالى
بسم الله الرحمن الرَّحيم                                       
( لَئِن بَسَطتَ إِلَىَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى ما أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِىَ إِلَيْكَ لِأَقتُلَكَ  إِنِّىٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَٰلَمِينَ ) .صدق الله العظيم.

وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) 
( ليس المؤمن بالطَّعّان ولا الّلعان ولا الفاحش ولا البذيء ).

ولا يحق لمن يريد الحوار  ان يقول كلاماً  سوقياً  يخوض به للنقص من سمعة الآخرين اذا اختلفت الآراء.
وما خلقت قنوات التواصل للحوار الواطئ الدنيء وإنما جاءت لنشر الثقافة والمحبة وتلاقح الأفكار  ونشر  المعرفة والعلوم.
والعالم اصبح قرية صغيرة  يتسم ابناؤها بتبادل الأفكار والمعلومات
وان اختلفوا في شيئ فتلك حالة صَحّيّة  تقع حتى بين ابناء العائلة الواحدة
ولكن هذا الخلاف يجب ان لا يؤدي  الى القطيعة والشتم والبغضاء ، بل يجب ان تتم معالجته بالتفاهم والحوار الحضاري الهادف.
فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. وهو امر طبيعي بين البشر
فمثل ما احترمُ رأيَك يجب عليك ان تحترمَ رأيي وان خالف رأيك.   
وللحوار   قواعده وأصوله ومراميه .
ولي في هذا المعنى ابيات من الشعر لعلها تكون لك  دلالات  تنير  لك  الطريق. 

دَعْ    قُبْلَةً    تَكْوي    مَجامِرَ    خَدِّهِ   
وَازْرَعْ    بِذُورَ    مَحَبَّةٍ    في   رُشْدِهِ  

وَامْسَحْ    دُموعَكَ    كُلَّها     بِيَمِينِهِ  
وَاتْرُكْ  رِضاكَ لِمَسْحِ  دَمْعَةَ  خَدِّهِ  

وَاشْبُكْ     عَلَيْهِ        بِكَفِّهِ      بِتَحِيَّةٍ 
إنَّ    السَّلامَ    يُثيرُ    لَوْعَةَ    وَجْدِهِ   

وَاتْرُكْ   خِلافَكَ   قَضَّهُ   وَقَضِيضَهُ 
وَافْتَحْ   عَلَيْهِ    بِمَا    يَطِيبُ    لِرَدِّهِ 

وَاخْفِ الجِّراحَ  فَلَنْ  يُمِيتَكَ  نَزْفُها 
ما   دَامَ  قَلْبُكَ   كَالْحُسامِ   بِغِمْدِهِ 

آنَ   الأَوانُ    فَلا     يُثِيرُكَ      حِقْدُهُ     
فيما   مَضَى   فَلَقَدْ   أَتاكَ     بِوِرْدِهِ 

إيَّاكَ    أَنْ      تَأْتي      لَهُ     بِضَغِينَةٍ 
تُوحِي    بِهَا    عَمَّا   يَجُولُ   بِخُلْدِهِ 

أَبَداً   وَلا    تُوحِي     لَهُ      كَمُعَاتِبٍ  
قَدْ   جِئْتَهُ   بَلْ   قَدْ   أَتَيْتَ    لِرَفْدِهِ 

وَبِأَنَّ    أَيَّامَ    الخَرابِ   قَدْ   انْتَهَتْ 
وَأَتَتْكَ      أَيَّامُ       الْبِناءِ         وَمَدِّهِ       

وَافْرِغْ      عَلَيْهِ     مَحَبَّةً       لِعِراقِهِ 
وَلِشَعْبِهِ     حَتَّى      يَعودَ    لِرُشْدِهِ  

فَكِلاكُما     مِنْ     رافِدَيْهِ    شَرِبْتُما 
وَحَواكُما  حُضنُ   العِراقِ   وَمَهْدِهِ 

ما  كانَ   يَحْدُثُ  ما  جَرَى  بِعِراقِنا  
لَوْ     كُنْتُما         مُتَآلِفَيْنِ         بِوِدِّهِ 

وَلَمَا   تَقَطَّعَ    بالضَّغِينَةِ    جَمْعُنا  
حَتَّى   اسْتَوَيْنا    كَالهَرِيسِ   بِثَرْدِهِ 

وَلَما   جَهَنَّمُ      فَتَّحَتْ       أَبْوابَها   
لِتُحيلَ      كالْبُرْكانِ     جَنَّةَ    خُلدِهِ 

وَلَمَا الْحَواضِنُ عَشْعَشَتْ  بِرَبيعِهِ 
لِتَكونَ    وَكْراً      للعَميلِ     وَعَبْدِهِ 

وَلَمَا  النُّزُوحُ        تَكاثَرَتْ      نَكَباتُهُ 
وَتَآكَلَتْ   هِمَمُ     الرِّجالِ     بِنَكُدِهِ 

وَلَمَا  الْفَسادُ    تَداخَلَتْ    حَلَقاتُهُ 
حَتَّى   بَدَتْ   بَغْدادُ    وَجْنَةَ   خَدِّهِ 

دَعْ عَنْكَ ما جَرَحَتْ مَخالِبُ حِقْدِهِ  
حَتَّى    يَفيقَ    وَإِنْ   دَعاكَ    لِحَدِّهِ              

فِإذا   أَفاقَ      فَكُنْ      لَهُ   كَخَليلِهِ 
سَيَكونُ   ظِلَّكَ  أَوْ   يَموتُ  بِحِقْدِهِ   

---------------------------------
معاني الكلمات
....................
الرُّشْد/ استقامة  السلوك      
قَضَّهُ وَقَضيضهُ  /  كباره وصغاره ، القَضُّ / كبار الحصى ، القضيض   صغار الحصى . 
الضَّغينة/ الحقد الشديد . 
في خُلْدهِ  / في باله  
الهَرِيس /  جمع  هريسة  وهي طعام يصنع من القمح المدقوق ( ألجريش)
مع اللحم  
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ألأديب الكاتب القدير أ. ابو العبد الجبشة/ عن نصه الرأئع الجميل/ تحت عنوان لاتساليني

ألأديب الكاتب القدير د. الشريف حسن ذياب الخطيب / عن نصه الرأئع الجميل تحت عنوان/ الإهتمام دواء لايباع ولا يشترى

ألأديب الكاتب القدير أ . عماد الشمري/ عن النص الرائع / ذكريات عرس