الكاتب الأديب القدير. د. إبراهيم الفايز الشعيبي/ عن نصه الرأئع الجميل / الشعر يكتبني
. الشِّعْرُ يَكْتُبُنِي
الشّاعر الدكتور ابراهيم الفايز
. الشعيبي
الشِّّعْرُ يَكتُبُني في كُلِّ قَافِيةٍ
وَهَاجِسِي في يَدَيْهِ الحِبْرُ وَالْقَلَمُ
حَبَّاتُهُ في يَدِي دُرٌّ فَأَنظُمُهُ
نَظْمَ الْقِلَادَةِ مَحْبُوكٌ وَمُنْتَظِمُ
وَالشِّعْرُ مَوْهِبَةٌ في خَافِقِي نَطَقَتْ
كَسَوْتُها فَأَتَتْ حَسْنَاءَ تَبْتَسِمُ
حَتَّى إذا مَا بَدَتْ كَالْخَيْلِ قَادِحَةً
في عَدْوِهَا وَجِيادُ الْخَيْلِ تَقْتَحِمُ
أَسْرَجْتُ فِيهَا مَبَانِيهَا مُحَجَّلَةً
فَأَمْتَطِيهَا عَلى بَحْرِي وَأَقْتَحِمُ
وَرَايَتِي بِيَدِي خَفَّاقَةٌ وَلَهَا
طِيبُ الْمَقَامِ فَكُلُّ الْأَرْضِ لِي قَدَمُ
أنامُ لا ذِكْرُهُ يَأْتِي بِذَاكِرَتِي
وَلا أَرَاهُ بِعَيْنِي حِينَ يَلْتَحِمُ
حُرُوفُهُ نَاطِقَاتٌ مِنْ مَخَارِجِهَا
حُبْلَى تُرَدِّدُ مَا أُخْفِي وَتَحْتَدِمُ
فَمِنْ هُنَا وَهُنَا تَأْتِي جَحَافِلُهُ
حَتَّى أَجِدْهُ وفي مَسْعَايَ يَنْتَظِمُ
فَأَسْتَفيقُ فأَلْقَانِي أرَدِّدُهُ
كَالْعَنْدَلِيبِ وَقَد طَّابَتْ لَهُ الدِّيَمُ
وَالشِّعْرُ سِحْرٌ لَهُ في رُوحِ مُنْسَجِمٍ
وَمَا تَنَافَرَ لا تَلْقَاهُ يَنْسَجِمُ
وَالشِّعْرُ مَمْلَكَةٌ يَشْدُو بِهَا مَلِكٌ
وَالْوَزْنُ وَاللَّفْظُ وَالمَبْنَى لَهُ خَدَمُ
وَالشِّعْرُ بَحْرٌ عَمِيقَاتٌ سَوَاحِلُهُ
يَعُومُ فيهِ خَبِيرُ الشِّعْرِ يَحْتَدِمُ
سِحْرُ الْبَيَانِ إذا أَطْلَقْتَهُ قَمَرًا
يُضِيئُ حَوْلَكَ لا تُعْطِيكَهُ الظُّلَمُ
———————————————
تعليقات
إرسال تعليق