الأديب الشاعر نجم عبد الله الخفاجي / عن النص الرائع/حضوري الغائب
حضوري الغائب
على للسان الشاعر
بدر شاكر السياب
أنا عائد لأموت من جديد
قصيدة
شعر
نجم عبدالله الخفاجي
بعيدا عن جيكور ١
وظلي المنحور
بعيدا عن جسدي السقيم
والطريق القديم
بعيدا عن هذه المدينة
الحزينة...
أفقي اليوم ياجيكور
العزيزة.
مدمى الخاصرة
مفكك الملامح
مطفأ العين حد الضياع
يحملني ما تشابك من فضاءاته الضيقة
أفقي اليوم ياجيكور معتم جدا
لا شئ فيه يبشر بالغناء
إنها نافذتي المشرعة
بلا اضواء ولافضاء
إنها أشباح تقفز على كتفي
هنا خلف حشرجة صوتي المبحوح
على حدود نعشي الأخير
لا شئ يبشر بالغناء
هنا خلف حشرجة صوتي المبحوح
دون أن أشعر بما يحدث لي
أشد على ازرار قميصي ألابيض
أركض بموازات النهر..
القبر. أثقب إحدى رئتي
شفتي ترتجف. بإرتعاشتين عند مواسم المطر
ترتفع نسبة موتي إلى ثلاثين يتما و قبلة
هنا خلف حشرجة صوتي المبحوح
لا شئ يبشر بالغناء
أضع يدي على جرحي النازف
واليد الأخرى...
أين يدي الأخرى...
أين يدي
هدأ الصراخ
الصمت عشش في سراديب أضلعي
سقطت مسودات قصائدي
المتربة على الأرض
سقطت أنا بين بئريين
ف ذئبين بريئين
هنا خلف حشرجة صوتي المبحوح
لا شئ يبشر بالغناء
من يفتش عن من
بدمي من فارق من
داء ما القى بظلاله على جسدي النحيف..
صراع ما توثث لصمت ضحاياه في خلاياى
صراع ما تمضخ دماءه في نوايا نخلتي
بحبال حنجرتي المتعبة
إنتهى الصراع
فتحت شرفتان على الضفاف
الشط أشهر ضفتية مرة ثانية
هذا الموت المبكر تسلق أجزائي ألف مرة
إنتهى الصراع
سأقضم ما تبقى من تراب الذاكرة
إنتهى الصراع
أنا عائد
أنا عائد جيكور
أنا عائد إلى صبح قريتنا
إلى جسدي السقيم
والطريق القديم
إلى ذاكرة الطلع
إلى إسمك الأسطوري
أنا عائد إلى قمح يديك
يا وفيقة ٢
إنتهى الصراع
أنا عائد لأموت مرة أخرى بين
يديك... ياعلي ٣
_______________________
١_ جيكور هي قرية الشاعر
بدر شاكر السياب
٢ (وفيقة) بمثابة (عمة) للسياب، كونها ابنة عم أبيه. وهي تكبره بأكثر من عشر سنوات، وقد توفيت مبكراً.
لكن ما كتبته الشاعرة العراقية (لميعة عباس عمارة) في مقالتها (ظاهرة وفيقة في شعر السياب)، المنشورة في مجلة الأقلام (العدد الأول، كانون الثاني 1971م، ص12).التي تؤكد فيها أنها هي المعنية في تلك القصائد لا وفيقة. معللة الأمر بأن السياب يستخدم اسم وفيقة فقط وينسب لها ذكريات غيرها لأنه زوج مخلص، وإن اختيار امرأة ميتة لا يمكن أن يمس كرامة العلاقة
الزوجية .
وتتساءل وهي تقف على بعض أفكار تلك القصائد: "لماذا يبدو ظل وفيقة التي عرفها صغيراً أسود؟. أشباح الموتى عادة تبدو بيضاء، فهل للون الأسود علاقة خاصة.؟ ربما كانت وفيقة تكثر من لبس الأسود لحزن... لكن العودة للعطور والضحكة التي لا تنسى والكف المعطرة التي مسحت جبين الشاعر كل تلك الأمور لا تصلح لوفيقة
٣__علي.هو الشاعر الكويتي
علي السبتي الذي حمل
جثمان السياب من الكويت
إلى مقبرة حسن البصري
في الزبير البصرة.
تعليقات
إرسال تعليق