ألأديب الكاتب القدير أ. علي الزيادي/ عن نصه الرأئع الجميل/ تحت عنوان / مندوب الأيام
.
" نـدوب الأيـام "
قـد أمضـي فـي يـوم مـا
والـف غـربـة تتبـعُ خطـاي
تُـلحـن عـلـى إيقـاعهـا أوهـامي
تـكتبنـي قـصيـدة بـاكيـة
حـزينـة كـالنـاي خطـواتـي
بـاردة مظـلمـة كـالقبـر حـروفـي
مـختـلـة تـوازنهـا ..
تتـرنـح فـوق السـطـور
تـبكـي خطـوة وتـضحـك أخـرى
تـسيـر دون هـدايـة
تحـت سيـاط غـربتهـا
تنـدبنـي احـلام وامنيـات مـؤجـلـة
لامـوعـد يـحيهـا ..
والأقـدار سـاخـرة تـواسيهـا
فـذاك كـأس الأمـس يبكـي لـوحـدتـه
وخمـرة لاتُسكر الصبـر
رائـحتهـا تشبـه هـذيـانـي
ونـدوب الجـراح طـليقـة ألآمهـا
يـؤجـج فـي جـوانـحهـا
اطيـاف يقيـدهـا سجـانـي
تـفيـض خـلـف آفـاقهـا
دمـوع جـاشـت بهـا كـلمـاتـي
فـذاك جسـدي تـكبلـه قيـود العـلل
وسـواد الليـالـي تنهـال عـليه طعنـا
فـلا أحـد يـرانـي أو يبـالـي
فعـاثـرات الـدهـر تـتبعنـي ..
كطـريـدة يـلاحقهـا الصيـاد بـالنشـب
تـخطـف مـن العيـون إبصـارهـا
وتـزرع عـلـى شفتـي آهـات تُـقطِعهـا
وذاكـرتي تـغيضنـي ..
بـاستحضـار ومضـات للحيـاة
بـالأمـس كُنـت أكـتبهـا
واليـوم حروفها أنيـاب
تنهـش بـآخـر البقـايـا
وتـرمينـي إلـى العـدم
فـأحسهـا زفيـر مـن النـار
تحـرق الأنفـاس فـي رئتـي
وتنـذر غـدي ..
بـالحـرمـان مـن صعيـدهـا
فـاطـوي أجـنحتـي التـي تكـلسـت
بعـد أن قـصتهـا أنـامـل الأوهـام
ليجـي الغد مطـأطئـا ..
يـكتـب عـلـى شـاهـدي كـذبـة ..
كنـتُ أعـيشهـا متـرفـا مـبتسمـا
طـولا وعـرضـا ..
عـلـي الـزيـادي
تعليقات
إرسال تعليق