الكاتبة الأديبة القديرة د. علياء غربال/ عن نصها الرأئع الجميل/ رحيل الحزن
*رحيل الحزن*
أيها الحزن الحرون ارحل
فلم يعد لك في حنايا القلب عنوان
اترك تحت وسادة نبضاتي
وردة دامعة البتلاتِ
و أوصِد باب انتظاراتي
و غادر مخدع زماني
اركب قطار الهجران
و لوّح بمنديل النّسيان
و لا تتوقّف ثانية
في محطات حياتي
فقد سئمت صافرة الحنين
و فرشت سجاد الياسمين
على خلجاتي
فما عاد الرّبيع يعبق
إلا من ذاتي
و لم أعد أقبع على قارعة العمر
في انتظار الآتي
الذي لا يحمل إلا باقات الغدر
و الخيبات
أيها الحزن المحتال
ارحل و لا تبال
فمن صناديق الصّخر
أفجّر ينابيع المحال
و أقطف من حديقة القدر
عناقيد الجمال
و أتسلّق جبال السّهر
بحبال خيالي
و أهوى في هوة القمر
و أهيم بشهب الليالي
أيها الحزن الغادر ارحل
فبعدك لن تخجل السّماء من المطر
و لن تقف دموعها على المآقي تنتظر
موسم عشق لا يكتمل
ارحل فبعدك سيصبح العشق جميلا
و الشّوق جميلا
و عناق الفراق جميلا
و سيشعل الشّجن القناديل
و يحلو السّمر
و يعزف الحب على رباب الفجر
و يوزّع على ندامى الغرام
المواويل و المناديل
فتشهق بالضّحكات الذّكريات
و تُكتب بالبسمات المراسيل
و ينسانا الموت قليلا
فهل يردى الإنسان بالنّسيان قتيلا ؟
أيها الحزن العنيد ارحل و لا تعد
فغدا سأواعد الفرح الوليد
و أسعد
غداً سأموت ألف مرة و أولد
و أجد لخفقاتك بديلا
د. علياء غربال
تعليقات
إرسال تعليق