الأديبة الكاتبة القديرة د علياء غربال/ عن نصها الرأئع الجميل/شبح من الماضي
*شبح من الماضي*
تُحدّثني عن حبيبتكَ القديمة
و تنفث الروح في نار عقيمة
و كأن زمان العشق تسمّر
على خصرها السّافر
و نوارس الأمس شربت من غديرها
قبل أن تسافر
فاغتالت يد الماضي الحاضر
و صارت قصّتنا للنّدم وليمة
ليتك تدرك أيّها الشاعر
أن القوافي لابد في مآقي الشوق
أن تُصادَر
و تُخنَق الحروف في الحناجر
إذا زارت قصائدك أميرة عظيمة
تُشيّد بين بروج الوجد القناطر
و تُسيل الوديان من المحابر
فتغرق الذّكريات السّقيمة
آن لك أيها الحبيب الحائر
أن تختار بين أقلام الغرام و الخناجر
بين عصفورة أبت مع أسراب الأحباب أن تهاجر
و فراشة رحلت إلى مدينة الهجر الرجيمة
فصارت اللّحظات كالمقابر
تشعل فيها أشباح الشّوق السّجائر
و تُدفَن فيها الذكريات كالتميمة
فَكّر مليّا أيها العاشق المغامر
اقلب صفحات الدفاتر
قف على قارعة العمر المغادر
و لوّح بمنديلك العاطر
لحبيبة لم تعد في قلبك مقيمة
ففي الحب لابد أن تخاطر
و تحضن اللّهب في المجامر
فتبعث من الحرائق حكاية عظيمة
د. علياء غربال
تعليقات
إرسال تعليق