ألأديب الكاتب القدير د. إبراهيم الفايز الشعيبي عن نصه الرأئع الجميل/ حمم العراق

.                     حُمَمُ الْعِرَاق 
     للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز

كُلُّ   الْعِرَاقِ   إذَا     اسْتَنْفَرْتَهُ     حُمَمُ
وَكُلُّ    مَا   فِيهِ  أَوْ   مَا    حَوْلَهُ     حَرَمُ

وَكُلُّ     آفَاقِهِ    في   غَيْضِهَا      شُهُبٌ
إذا  اسْتُفِزَّتْ    وَحَتَّى   الزَّرْعُ   وَالْأَكَمُ

فَلْيَسْمَعِ  الْمُعْتَدِي  الْغَازِي  وَحَاشِيَةٌ
بَيْنَ الْحَواضِنِ   مَدْسُوسُونَ  وَالْعَجَمُ

وَمَنْ    تَرَبَّعَ    في    أَحْضَانِ       غَائِلَةٍ 
يُرِيدُ هَدْماً   ومَنْ   في   أُذْنِهِ     صَمَمُ

بِأَنَّهُ       قِبْلَةُ        الدُّنْيَا      وَجَوْهَرُهَا 
وَالْحَرْفُ    مِنْهُ  وَمِنْهُ  الْعِلْمُ   وَالْكَرَمُ

وَمَهْبَطُ الْوَحْي فِيهِ  الرُّسْلُ  قّدْ  نَزَلُوا 
في  أَرْضِهِ     وَأبُوهُمْ      فَوْقَهَا     عَلَمُ
 
لٰكِنَّهُ      إنْ      كَبَا       يَوْماً        بِنَازِلَةٍ
يَمْشِي   الْهُوَيْنَا    إذا   زَلَّتْ   بِهِ   قَدَمُ

حَتَّى   إذا   مَا   صَحَا   يَهْتَزُّ    مُنْتَفِضاً    
يُقَطِّعُ      الزَّرَدَ      الْبَالِي       وَيَحْتَدِمُ

يُزَلْزِلُ   الْأَرْضَ    إنْ   دِيسَتْ   كَرَامَتُهُ 
وَيَهْجُرُ   النَّوْمَ   إنْ   جِيسَتْ   لَهُ   قِيَمُ 

هٰذَا    الْعِرَاقُ     وَهٰذَا    تَاجُ     هَيْبَتِهِ
وَمَا   تَغَيَّبَ    أَدْهَىٰ    حِينَ     يُقْتَحَمُ

وَفيهِ شَمْسُ الضُّحَىٰ  بَغْدَادُ حَاضِرَةً
فَاكْتُبْ  لَهَا   صَفْحَةَ  التَّارِيخِ    يَا قَلَمُ 

هِيَ   الْعِرَاقُ ،  وَجُزْءٌ    مِنْ   حَضَارَتِهِ
يَبْقَىٰ  عَصِيّاً ، وَجُزْءٌ  مِنْهُ  مَا  هَدَمُوا 

وَبَيْتُ     حِكْمَتِهِا      دِيوَانُ    نَهْضَتِهِا
يُنْبِيكَ   ما  كَتَبَتْ  في   عَصْرِهِا الْأُمَمُ

وَأَلْفُ      لَيْلَتِهَا        تَحْكِي      وَلَيْلَتُهَا 
وَعَصْرُهَا    الذَّهَبِيُّ     الْحُرُّ      يَبْتَسِمُ 

مَا مَرَّهَا   الشَّفَقُ    الدَّامِي ،  وَدِجْلَتُهَا
عِنْدَ الْغُرُوبِ ، وَحُورُ الْعِينِ  ، وَالْحُلُمُ

إلَّا    وَأَلْهَمَهَا     في     شِعْرِهِ      حَذِقٌ 
في   صُورَةٍ   نَطَقَتْ   عَيْنٌ   بِهَا   وَفَمُ

وَمَا      تُشَكِّلُ        أَلْعَابًا        نَوَارِسُهَا
كَمَا   السَّحَابَةِ    بَيْنَ   الرِّيحِ    تَرْتَسِمُ

وَمَا    تَرَاقَصَ    بَدْرٌ      فَوْقَ    دِجْلَتِهَا
إلَّا       تَلَقَّفَهَا        الرَّسَّامُ         وَالْبَلَم 

وَالنَّايُ   مَا   جَسَّهُ   الْبَلَّامُ     مّخْتَلِساً
في   آخِرِ    اللَّيْلِ   في    تَقْطِيعِهِ   أَلَمُ 

إلَّا  وَأبْكَى   الْعَذَارَى    فِي    رُصَافَتِهَا
شَوْقاً   وَفِي  كَرْخِهَا     أَبْكَاهُمُ   النَّغَمُ

بَغْدَادُ تَاجٌ عَلى هَامَاتِ  مَنْ  صَمَدُوا
مُرَابِطِينَ   بِيَوْمِ   الزَّحْفِ   مَا   هُزِمُوا

فَاحْفَظْ لَهَا  مَجْدَهَا  أَنْتَ  الْأَمِينُ  لَهَا
يَا  مَنْ   بِذِكْرِكَ   جَاءَ   النُّونُ   وَالْقَلَمُ 
..............................................
معاني الكلمات
......................
الحُمَمُ : صُخُور مُذابة .
اسْتَنْفَرُوا : دعوا للقتال.
الحَرَم :ما لا يحلّ انتهاكه .
الأكَمُ: تلٌّ صغير .
أبوهم: المقصود به نبي الله (ابراهيم) عليه السلام ابو الانبياء  المولود في العراق .
النَّازِلة : مصيبة شديدة .
الزَّرَد : هو نسيج الدرع الذي يصنع منه. 
بيت الحكمة : هيَ أول دار علمية أقيمت في عمر الحضارة الإسلامية، أُسِّسَت في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، واتُّخذَ من بغداد مقراً لها.
حَذِق  : ماهر في صِناعَتِهِ.
النَّوارِسُ: طُيورٌ مَائية رِيشُهَا رَمَادِيٌّ فَاتِحٌ مِنْ أَعْلَى، وَأَبْيَضُ نَاصِعٌ مِنْ أَسْفَلَ تكثر على نهر دجلة في سماء بغداد . 
 البّلَّام : الذي يقود البَلَم  لعبور  الناس بين  ضفتي نهر دجلة في بغداد.
البَلَم : احد وسائل النقل المائي في دجلة    يصنع في العراق من الخشب  من قبل سكنة الأهوار.
النَّايُ : آلة من آلات الطَّرَب .
الرُّصَافَةُ : هو أحد  صَوْبَيْ مدينة بغداد ، ويقع على الجانب الشرقي لنهر دجلة ،أُنشِأتْ عام 159 هـ في خلافة  المهدي.
الكرخ :هو أحد صَوْبَيْ مدينة  بغداد ويقع على الجانب الغربي لنهر دجلة.
 المُرابِطُ : الملازم للمكان.
الزَّحْف على العَدُوِّ : الهُجوم عَلَيْهِ
...............................................


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ألأديب الكاتب القدير أ. ابو العبد الجبشة/ عن نصه الرأئع الجميل/ تحت عنوان لاتساليني

ألأديب الكاتب القدير د. الشريف حسن ذياب الخطيب / عن نصه الرأئع الجميل تحت عنوان/ الإهتمام دواء لايباع ولا يشترى

ألأديب الكاتب القدير أ . عماد الشمري/ عن النص الرائع / ذكريات عرس