الأديبة الكاتبة القديرة أستاذة لمياء العيادي عن نصها الرائع الجميل/ سكوت منكمش
سكوت منكمش
غصت الحلوق
وأسرت الهمم
وباتت الكلمات مكتومة
بسجن الآهات
وحبس الزفرات
وكتم الأنفاس
بين القضبان
وأوتاد أقفلت
بغمام منكدر
زهقت الانفاس
وحرمت من اشراقة أمل
ومنعت الآذان من استراق السمع
فأعدمت ونفذوا
حكم الجدار الأصم
قتلوا الاحساس
الذي يحوي الأفئدة
كي لا يستشعر مآسي العباد
ولوعة الأمهات
وبؤس الأبناء
وآباء باتت تحاكي الشهب
وأسروا كل فعال يستدب
ودمروا المباني
على رؤوس ساكنيها
كي يعمروا على أرض
سقتها دماء طاهرة
وشهداء رحلوا إلى ربهم
فتعطرت راىحتهم بالأعالي والقمم
توجهت البصائر
عند سماعها آذان صلاة الظهيرة
وتكبيرات تسطع لها الأكوان في الأفق
فرفعت أكف الضراعة
بالدعاء والرجاء المرتقب
مكابدة ،
لا تخشى الفناء تحت الركام
ولا تخشى صواعق الجبن
مؤمنين بأن الغمة لا يمحوها
الا الخالق الأزل
وأن البلاء يأتي بعده الفرج
وأن عزة أهل غَزَّة
أضحت لا يضاهيها
خذلان حكام العرب
وصمت شعوب خنعت
لسكوت مخجل منكمش .
بقلمي : لمياءالعيادي ##
تونس 18/3/2024 ##
تعليقات
إرسال تعليق