ألأديب القدير د. إبراهيم نجم/ عن نصه الرأئع الجميل/ رحلة إلى القمر
"رحلة إلى القمر"
سأزوركِ كل مساء
مثل بعض العصافير
سأنقرٌ فوق الزجاج
ومعي بعض الأزاهير
لتفتحي بابَ الهوى
فيعبرُ حبٌّ كبير
وسأضعُ حينها زهرتين
وحِملُ أشواقٍ وَفير
بين شعركِ والقمر
وذلكَ سفرٌ يسير
على أذنيكِ الياسمين
وأمضي بعينيكِ أطير
أحلق بكما في السماء
وجُنحاي لكِ سرير
بين أسراب الطيور
ولصوتِ جناحيها صَفير
حتى نرى حجم الجبال
وهو بعينينا صغير
شاهقٌ قدر السماء
مشهدٌ ذاكَ خطير
ستلفحُ خديكِ الرياحُ
وشعركِ بادٍ كالحرير
بكل ضَحكٍ وابتهاج
وشذا ريحه والعبير
وسننزل فوق القمر
لبضع أقدامٍ نسير
والغيرة تأكلُ فيهِ
وهو للحسدِ أسير
يحسدٌ وجهكِ غيظاً
ولصوتِ غيرته زئير
ينوي من ذاك الخسوفَ
لعلَّ موقفَهُ عسير
سيختفي خلفَ الحجابِ
فهو بالكسوفِ خبير
فحسنكِ زادهُ خجلاً
ذاكَ له شيءٌ كثير
فضّلَ عنكِ الانسحاب
قد فاقَ ملكٌ أمير
فكل مافيكِ بديعٌ
وكل مافيك مُثير
شلالٌ ابداعٍ يَفورُ
يكادُ يُسمَعُ كالخرير
ماؤه عذبٌ زلالٌ
أنقى من ماء الغدير
كنبعاتِ حبٍ تفيضُ
والهوى موجٌ غزير
فليس لعينيكِ مثيلٌ
وليس لبسمتكِ نظير
د.ابراهيم نجم
تعليقات
إرسال تعليق