ألأديبة القاصة الموهوبة مها حيدر/ عن نصها السردي / تحت عنوان القلم السحري

القلم السحري

 

وصل الطائر المهاجر إلى ( الديوانية) ، حيث الأصالة وكرم الضيافة العربية ، المواقع الأثرية الكثيرة التي تنتشر فيها تدل على مكانتها التاريخية وعظمة أبنائها .

شارع المكتبات ، هو مكان الثقافة والعلم ، وفيه أجتمع الطائر  وصديقة ( الخطاط حسن ) الذي رحب به كثيرًا ، وتداولا قصة ( القلم السحري )  وصديقهما الرسام أمجد …

كان أمجد رسامًا مبدعًا ويتمتع بأخلاق عالية ، ويحب مساعدة الآخرين ، يذهب صباح كل يوم إلى الغابة لكي يرسم لوحاته على إحدى الأشجار ، متأملا في الطبيعة والمكان الجميل الذي يستلهم منه أفكاره .

لكنه لم يكن يعلم أن هناك من يراقبهَُ ، فراشة ملونة جميلة تحط على الشجرة دائمًا ، تحب الناس الذين يساعدون الفقراء والمحتاجين ، وهي معجبة بعمل الخير الذي يقوم به .

قررت الفراشة أن تقدم هدية إلى الرسام أمجد ، إنها عبارة عن قلم يستطيع أن يحول الرسوم إلى حقيقة ، ويجعل الأشياء أكثر جمالًا من الواقع .

وضعت القلم قرب المكان الذي يرسم عليه ، وعندما وجدهُ قال : ما هذا القلم ؟! من المؤكد أنه لشخص قد نسيه أو أضاعه … لن آخذه ابداً ، فهو ليس من حقي .

بعد انصرافه ، كتبت الفراشة ( هذه هدية متواضعة إلى الرسام أمجد) .

في اليوم التالي ، عرف أن هذه الهديه له ، رسم تفاحة جميلة … يا للمفاجأة !! لقد أصبحت حقيقية ، هنا عرف أن هذا القلم سحري .

أصبح الرسام يساعد جميع الناس ، من كان جائعًا يرسم له الطعام الذي يكفية مع عياله ، ومن ليس له منزل ، يقوم برسمه مع الأثاث ليتحول إلى حقيقة ملموسة .

وهكذا … إلى أن صار الجميع يشعر بالسعادة وأحبوه لطيبة قلبه وخلقه الرفيع وقلمه الجميل .

في يوم ، ضاع القلم السحري ، ولم يجده رغم البحث الطويل والجهد الكبير الذي بذله .

حزن الجميع ، وقرروا تقديم المساعدة له . اجتمع سكان القرية مع كل الحيونات والاشجار ، وقاموا بالبحث في كل الزوايا لعلهم يجدون القلم السحري ، فهدى الله الفراشة أن تدل الرسام على مكان القلم ، وأستعاده مرة أخرى ، ورجعت حياته الجميلة إلى سابق عهدها .

فرح أصدقاؤه وأهل القرية الذين قالوا له : إن الله يحب الخير ، ويحب مساعدة الناس الطيبين … كن مع الله ، يكن معك .

مها حيدر

من مجموعتي القصصية ( الطائر المهاجر )