ألأديب الكاتب القدير أ. الحبيب مرزوق/ عن نصه الرأئع الجميل تحت عنوان/ تحت عنوان/ منيع وميساء

★منيع وميساء★
سَــحُّ العيــون وسَـوْرَةُ الأحــزان
تــرثــي زمــانا مُــؤذي الغـــزلان

الحـال صعب والمـواقف تُجْتبَى
والأمــر مــوكـــول إلى الإنسـان

ما كــان منـــه قصـــة مــوروثة
كَحَفِيف أوراق الغُصَيْـن الحاني

بـدر الهوى من آل عذرة زهــرة
وشريكها في الـود ابــن ثمــاني

رفض القريب وكان فظا جائــرا
أن يلتقي الغضَّان في الوجـدان

وأقـــرّ فصــلا مـؤلمـا من تـــوِّه
وتـألـــم للمـــوقــــف الطفـــلان

هــذا "منيـع" وتلك حقا "ميسة"
وكـلاهما مـتــــمســــك بالثـاني

تـــرمي إليه بزهــرة من شـرفة
فتروم عمدا ملتــقى الأحضـان

ويُطلُّ دمـــع يسرع فـي قطـره
فتجيـــبه الزفــرات دون بيـان

وتَثــاقلــت أيام قـهــــر مثـقــل
محفـــوفة بطــــرائق الحـرمان

وتـــوجــب منــدوحـة أن يعمـل
ليصيب رزقا ليـــس عنه تـواني

خُفِـــر المنيع وأُرسِل في عُنــوة
وتحطمت في النفس كُـلّ معـاني

واستوجب أن يرحـل في خفيـة
تنــهي انفـــطار تراكــم الأحـزان

وبكــت عيــون هالها ما تــدرك
ما أتعـس من حِيقَ* بالحــرمان 

عَــدُّ السنيــن لمدنـف في سعيـه
مثـل السجيـن بــرفقـة القضبـان

وتجمّــعَ في الكيــس رزق جيّــد
فتـعـجـــل الأسـفـــار للأوطــــان

حــذرًا لغـــــدر ممـــكن إيقاعـــه
فإذا النفوس بمنتهـى الخــــذلان

ميسـاء زُفَّــت والوليـد بحضنــها
كيــــف اللــــقاء بصادق الخــلان

صــرخ الفتى والنـار تُلهِب جأشه
حــال تعيــــسٌ مُهْلِـــكُ الحــــرَّان

واستجمع الأحباب بعض مــودة
وبكــوا عــزيــزا خــائر البنيــــان

وأراد عَـــمٌٌ أن يهــــوِّن حـــــالـه
فغشته قهـرا لـــــوثة الهــذيـــان

وعـــلا صــراخ في الديـار فجـأة
ميســـاء تبكي ذا العزيـز العــاني

هــــــذا "منيــع" من مناه يُجَـــرَّدُ
ليــــت الأمــور تعود في الإمـان

ميساء هـــامت لن تعـــود لودهـا
فحبيبـها قـــد تـــاه فـي الــوديان

مــن يَجْبُــرُ الوجدان من خُـــذلانه
مـن يـرفأ التــاريــخ والحــــدثـان

مــن مقنـــعٌ مـن يُبتلى في عقــله
بـوجـوب عَـــوْدٍ واهـــن الإمكــان

طــال النحيـب وبان منه نشيجه
لا كوب لا مشــروب في الأدْنان

يأس وبــؤس والحنيــن مخــيم
ضيـــم وظلــم والفــعال تـــدان

حـــس وحدس والعقـــول كليـلة
غُـــــلّ وغِـــــلّ مهــلكـان كيــان 

صــب أصيب بصـائب لصـــوابه
قــرض القــريض مغيب الأوزان

مجنــون عشـق لا حلـول لحاله
كـل الـــدروب تقـــود للتوهـــان

ميســاء أودت يا ظليـم مــودة
ومنيـــع صـــار ضحية الأزمــان 
       الحبيب مرزوق


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ألأديب الكاتب القدير أ. ابو العبد الجبشة/ عن نصه الرأئع الجميل/ تحت عنوان لاتساليني

ألأديب الكاتب القدير د. الشريف حسن ذياب الخطيب / عن نصه الرأئع الجميل تحت عنوان/ الإهتمام دواء لايباع ولا يشترى

ألأديب الكاتب القدير أ . عماد الشمري/ عن النص الرائع / ذكريات عرس