ألأديب الكاتب القدير أ الصادق الهلالي/ عن نصه الرأئع/ ربيع غرام والسلام
رَبِيعٌ، غَرَامّ والسّلامْ
(بحر المتقارب)
الشّاعر الصّادق الهلالي
لِمَاذَا تُرَانَا نُجَافِي الأَنَامْ
بِكَوْنٍ لَنا فِيهِ أَحْلَى مُقَامْ
كبُستَانِ عِشْقٍ يُحاكِي الجِنَانْ
إِذا سادَ عَدلٌ وعَمَّ الوِئَامْ
بِدُنْيا التَّصَافِي ونَبْعِ الحَنانْ
فَمَا مِنْ خَلاصٍ بغَيْرِ السَّلامْ
بِرَوْضٍ خَضِيرٍ بأعْلَى التِّلالْ
لِإِحْيَاءِ ذِكْرَى فِجاجِ الغَرامْ،
أَرَانِي بِتِجْوالِ صُبْحِ الرَّبيعْ
بِفَجْرِ الأَمانِي أَشُمُّ النِّسامْ
فَلاَ دَغْلَ أَخْشَى بِاُنْسِ الطُّيُورْ
تُغَنّي لِتُحْلِي أُجَاجَ الهُيامْ
وأَزْهارَ غابٍ تُطِيبُ الشِّعَابْ
بِعِطْرٍ وشَذْوٍ كَمِسْكِ الغَمَامْ
بِنُزْهَاتِ عُمْرٍ فَتُنْسِي العِتَابْ
بِإِبْطانِ سِرٍّ، ولا مَنْ يُلامْ،
لِهَذَا تَرانِي أُعَادِي الحِزَانْ
وأَدْعُو لِسِلْمٍ، أُعِيبُ الحِمَامْ
وَخَوْفًا ورُعْبًا وعَيْشَ السَّوَامْ،
كَفانا اقتِتالاً، كَفانا خِصَامْ
فَشَوْقُ الحَنايَا بِرُوحِي كَنَارْ
لِأَيّامِ لُطْفٍ، لِتُطْفِي الضِّرامْ
بِساحاتِ حَرْبٍ أباحَتْ دَمارْ
فَسُخْطُ الوَغَى مِنْ صَنِيعِ اللِّئَامْ
لِقَطْعِ العَلاقاتِ قَصْدَ الثَّرَاءْ
وَسَلْبٍ لِحَقٍّ بِجُنْحِ الظَّلامْ،
لنَرْفَعْ مَعًا رَايَةً للْأَمانْ،
كَرَمْزٍ لِنُطْلِقْ طُيُورَ الحَمَامْ
كَطَيْرٍ قَصِيدِي يُعَالي الغُيومْ،
أيَا عَبْرَةٌ أَمْطِري كالغَمَامْ!
فَقَلْبي ذَوَى مِنْ جِراحِ الحِرَابْ
وأضْحَى رَمادًا ذَرَتْهُ الظِّلاَمْ،
لِتَحْقِيقِ صُلْحٍ، ولاَ مِنْ ضَمَانْ
لِإِطْفاءِ صَهْدِ الدُّنَى والرُّكامْ
فَنَحْيا لِحُبٍّ بأَعْلى الجِبالْ
بِذَوْقٍ رَفِيعٍ، عَلاَ لاَ يُضَامْ
لِنَنْعَمْ بِما قَدْ حَبانَا الإلاَهْ
بِعِزٍّ وفَخْرٍ، وَأَهْلٍ كِرامْ
لِتَحقِيقِ حُلْمٍ رَجَوْنَا الوِفاقْ
لِسِلْمِ اقْتِصادٍ، بِشَرْطِ الدَّوَامْ:
فِلاحِي صِناعِي، بِكَفْلِ الحُقُوقْ
وقانُونِ صِدْقٍ لدَرْءِ الصِّدامْ
نُغَنّي ونَرّقُصْ نِساءً رِجالْ
بِرَغْمِ القَنابِلْ نَرَى الاِبْتِسَامْ
تَقارِيعَ قَوْلٍ بأرضِ السَّماحْ
گإبّراءِ جُرْحٍ بِوَخْزِ السِّهامْ
لتَبْريرِ فِعْلٍ: أَساسُ النِّزاعْ
فَهَيّا لِصُلْحٍ وأخْذِ الزٍِمامْ
لأَمْنٍ لِنَـنْسَى حُروبًا زَمانْ:
أَحَلَّتْ بِأَرْضٍ أُمُورًا جِسَامْ
أَلاَ فَلْنُنَادِ(ي)بِأَمْنٍ يَدُومْ:
وهَذا بِصِدْقٍ لَفَصْلُ الخِتَامْ
الشّاعر الصّادق الهلالي
تعليقات
إرسال تعليق