الأديبة الكاتبة القديرة أستاذة سناء الفاعور/ عن نصها الرائع الجميل تحت عنوان / اشتياقي لأبي وأمي
اِشتِياقي لأبي وأمي
إذَا لَجَّ بِي شَوْقِي لأَهْلي هَفَا قَلْبي
أُنادِي أيا رُوحي ألا تُثْلِجِي صَدْرَا
أَلَمْ تَلْتَقِي أُمًّا وقَدْ غادَرَت أَرْضَا
تُماشِي أَبي الغَالي بِرَوْضٍ شَذَا عِطْرا
سلاما لمَنْ أهْوَى هُمَا حَلَّقَا فَخْرَا
فَشَوْقِي ووَجْدِي كَمْ يَزيدانِ لِي طُهْرَا
تَعَلََقْتُ بالماضي وَوِدٍّ فقد كانا
بِهذِي الدّنى فَخْرًا وقد زادَنِي قَدْرَا
يُهِيجُ الشعورُ القَلْبَ حُزْنّا وَمِنْ بُعْدٍ
فكم تُثقِلُ الأَعباءُ عَصْرًا وكَمْ فَجْرَا
فَتبْكِي العُيُونُ المُثْقَلاتُ الأَسَى دَمْعَا
بإظْهارِ أَحْزانٍ فَلا نَكْتُمِ السِّرَّا
ورَقَّ الفؤادُ المُبْتَلَى ناظِمًا شِعرا
قَصِيدِي فَهَا قَد فاضَ وِدًّا جَهْرا
وَطَوّعْتُ حَرْفِي واصِفًا مَنْ كَانَا ذُخْرَا...
ونَالَا ثَوابًا يَوْمَ حَشْرٍ جَرَى أَجْرَا
هُما أَكرَمانِي رَغْمَ بُعْدٍ غَلاَ بَيْتِي
فعِندَ الرّحيلِ المُرِّ كمْ عَبْرتي حَرَّى
واظْلَمْتِ يا عَيْنَايَ لنورٍ سَنَا بِشْرَا
بجنّاتِ خُلْدٍ شاعَ شِعْري بها دُرَّا
فَمِنْ فَقْدِ أَحْبَابٍ رِثائِي رَوَى رُوحِي
لإبْهاجِ قلْبي جابِرًا خاطِري جَبْرا
إذا ما فَتحتُ البَابَ للذّكْرَى ذُعْرا
فما العَيْشُ إِلاَّ طَيْفَ حُبٍّ بِنَا مَرَّا
بأَمْسٍ فقَدْ كانا كأقمارِنا نورَا
بِلَيْلٍ وفي الظّلْماءِ نشتاقُها البَدْرَا
لِتَرحَمْ إِلاهي مَنْ فَنَى بالدُّنى قَهْرا
بسُكْنَى جِنانٍ مُشتَهاةٍ سَنَتْ خَيْرَا
سنا الفاعور /العراق
تعليقات
إرسال تعليق