((وَهْن بحَّار زَورَقه مِن ورقة))         
حافي القدمين راعه الشؤبوب
على رِمَال البحر الأسْود،
 جرفتْه  صَّبابة ,يَمسح البحْر شِبْرًا شِبرًا،
 يَأخُذه الموجُ العازب
 لا   أَعمَاق البحْر الّصاخب
 وَترُده الأقدارُ
 بِهزَّات حَزِينةُ.
 يَرُده الموْج إِلى المفضعات،
 وقدعبأت كَفهُ قَطَرات مِن البحر
فِي كِيسه المثْقوب وَتلمسَت الثَّمد ، 
وتلاعبتْ بِك التَّباريجِ،
 وخرجتْ عطَّشانَا تذوِي
 تَلهث مَرعُوبا 
كَصاحِب اَلحُوت، 
تُسَايرك الظُّنون 
وَحلمِك مَا بيْن
 العواصف والطين
 وقد صنعتْ لَك زوْرقًا مِن الورق 
 زورقه مِن ورقة، 
وَهُو يَجرِي بِعيْنَيه، سنـد بـاد بَغْـداد،
 يُبْحر فِي اَلمحيط إِلَّا مَوجُودِ، 
لتَنتَظِره  الحورية لتُهدْهد  حَظِّه الَموْهُون ،
 
 وتخلَّصه مِن الظُّنونِ.
 وقد تجعجع وافْترش رِمَال البحْر، 
على وَجهِ 
ويكْبو ويكْبو وَيحبوَا كطفْلَا
 سجيته المغامرة،
 ودارتْ عليك الكسْع ،
 كأن قرينك يَؤُزك، نَحْو الهاويةُ
وقد
  اِتكأَت على وَسادَة السَّفر 
وَكَان نديمك البحْرَ،
 كمُّ مَوجَة كادت ان تَوسدك القبْر
 وعادتْ بِك الحيَاة إِلى مَقْبَرة الأحْياء
حزينًا كئيبا مَهزُوما تَتَلمَّس الملَاذُّ
 وقد  انْزلقتْ مِن الموْج الصاخب، 
تَسعَى اَلى دَارُكم اَلقدِيمُ
 وَهْن بَحَّار، كصَخرَة  وادٍ،
 زَورَقه مِن ورقة
((سَعْد البيتنْكس))

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ألأديب الكاتب القدير أ. ابو العبد الجبشة/ عن نصه الرأئع الجميل/ تحت عنوان لاتساليني

ألأديب الكاتب القدير د. الشريف حسن ذياب الخطيب / عن نصه الرأئع الجميل تحت عنوان/ الإهتمام دواء لايباع ولا يشترى

ألأديب الكاتب القدير أ . عماد الشمري/ عن النص الرائع / ذكريات عرس